مذكرة الماجستير بعنولن: آلية الرقابة على العملية الإنتخابية في الجزائر في ظل القانون العضوي 12-01 PDF
مقدمة :
إن الديمقراطية في العصر الراهن أصبحت مسلمة من مسلمات بناء دولة مؤسسات كما أصبح عنوان الديمقراطية إرث عالمي وثقافة إنسانية توقف الجدال بشأن اعتمادها كأسلوب تسيير دولة حديثة ، حيث تختلف كل دولة في أساليب تطبيق الديمقراطية وتكريسها عبر مؤسساتها الدستورية ، ولعل من أهم المظاهر التي تجسد الديمقراطية هي الانتخابات، هذه الظاهرة التي تعد همزة وصل بين الشعب والسلطة لابد من تضمنها لقواعد محكمة تعبر عن إرادة المحكوم باعتباره مصدر السلطة، وأن التقليل من شأن هذه الإرادة كالتلاعب بأصواتها من قبل الهيئة الحاكمة ، سيؤدي إلى فقدان المحكوم لثقته ليس في الحاكم فحسب وإنما في العملية الانتخابية ذاتها، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى عزوف المواطن عن الانتخاب ، مما يرفع مستوى الهوة بين الشعب والسلطة وبالتالي إمكانية حصول أزمات داخل الدولة و انهيارها .
والأنظمة الديمقراطية هي تلك التي تسهر من أجل المحافظة على حسن علاقتها بمواطنيها من خلال تعزيز ثقته بضمانات قانونية وسياسية بموجبها يتم احترام إرادته الحرة التي تجسدها في أرض الواقع الانتخابات بكافة أشكالها الرئاسية والتشريعية والمحلية. ولقد تطور مفهوم الانتخاب بظهور النظام البرلماني في انجلترا ومن ثم انتشر في معظم دول العالم، وبذلك أصبح الانتخاب البوابة الرئيسية للديمقراطية بحيث تتجرد معنى هذه الأخيرة بانعدامه، فبواسطة الانتخاب يتمكن الشعب من اختيار من سينوبه في تمثيله والتعبير عن رأيه أمام الهيئات العليا، وبطريقة غير مباشرة يكون قد ساهم في إدارة شؤون الدوله ليست بهذه البساطة تبلورت فكرة الانتخابات، حيث كانت حكرا على فئة محددة من الأشخاص الذين تتوافر فيهم مجموعة من الصفات والمزايا كالجنس والنفوذ المالي وحتى العرق ، وهذا ما لا نجده في عصرنا هذا حيث كسرت كل القيود بتطور المجتمعات والأنظمة السياسية وأصبحت الانتخابات تتم بطريقة عامة ومباشرة أو غير مباشرة وسرية.
إن الانتخابات بالمفهوم المعاصر تمر بثلاث مراحل أساسية من أجل الإعلان عن نتائجها فمنها السابقة على عملية الاقتراع كعملية القيد الانتخابي والحملة الانتخابية ومنها ما هو معاصر ومنها ما هو لاحق بها وتشمل هذه المراحل مختلف الأطراف الفاعلة في العملية الانتخابية والمتمثلة في الناخب وهو صاحب حق الانتخاب والمكلف بواجب ممارسته لهذا الحق، والإدارة هي المسؤولة عن نظام سير العملية الانتخابية والمرشح وهو المتطلع للحصول على وظيفة انتخابية، وحتى تتوج العملية الانتخابية بالنجاح لابد من توافر شروط وضوابط معينة في ضوء القواعد والإجراءات التي رسمها الدستور والقانون من أجل حمايتها والحفاظ على نزاهتها .
لقد سعى المشرع الجزائري إلى إجراء إصلاحات وتعديلات قانونية مست عدة قطاعات تعزيزا وحماية للعملية الانتخابية ذلك من خلال إصدار القانون العضوي 05/12 المؤرخ في 12يناير المتعلق بالإعلام والقانون العضوي 04/12 المؤرخ في 12 يناير 2012 والمتعلق بالأحزاب السياسية وأهمها القانون 12-01 المؤرخ في 12يناير 2012 المتعلق بنظام الانتخابات، الذي عززه المشرع بجملة من الضمانات لحسن سير العملية الانتخابية، وعليه فإن انشغال المشرع بوضع هذه الضمانات إنما يهدف إلى إعطاء ضمانات للناخب والمرشح على السواء وتشجيعها على المشاركة في العملية السياسية باعتباره حقا دستوريا وواجبا أخلاقيا واجتماعيا راقيا، كما تهدف في المقابل إلى القضاء على ظاهرة العزوف الانتخابي الذي يعتبر بحيث تبحث عن أنجع السبل التحفيزية الشرعية وجلب الناخب هاجس كل دولة تحترم شعبها وتشجيعه على بناء المؤسسات الدستورية ، ولقد اتبع المشرع الجزائري في ذلك أسلوب الإقناع والتحبيب في المشاركة الانتخابية باعتباره جزء من الديمقراطية المبني أساسا على عامل الإرادة الحرة من خلال إعطاء وتعزيز ثقته بالمؤسسات القائمة على هذه العملية وتلك ضمانات قانونية للناخب والمنتخب المراقبة لها وهو بذلك يكون قد وضع يده على السبب الحقيقي في عزوف المواطن عن الانتخاب بكل موضوعية وهو التزوير والتزييف ، فكان القانون الجديد 01/12 يعزز الانتخابات بأحكام تنظيمية لقواعد الانتخابات من جهة وتدعيمها بحماية قضائية إدارية و جزائية من جهة أخرى .
أهمية الدراسة:
إشكالية الدراسة:
أسباب إختيار الموضوع:
صعوبات الدراسة:
أهداف الدراسة:
المنهج المعتمد:
وحتى يتسنى لنا الإجابة على الإشكالية المطروحة إرتأينا تقسيم دراستنا إلى فصلين رئيسبين خصصنا الفصل الأول بالرقابة السابقة على نتائج الانتخابات،والذي بدوره قسمناه إلى مبحثين أساسيين ، سنتناول في المبحث الأول ضمانات الناخب أما المبحث الثاني فسنتناول فيه ضمانات المترشح، كما خصصنا الفصل الثاني لدراسة الرقابة المعاصرة واللاحقة على نتائج الانتخابات والذي بدوره هو الآخر قسمناه إلى مبحثين أساسيين، سنتناول في المبحث الأول الرقابة المعاصرة لي موسوما بالرقابة اللاحقة على نتائج الانتخابات بينما يكون المبحث الثالث الانتخابات وذلك على النحو التالى:
الفصل الأول: الرقابة السابقة على نتائج العملية الانتخابية
الفصل الثاني: الرقابة المعاصرة واللاحقة على نتائج العملية الانتخابية
تعليقات
إرسال تعليق