مذكرة لنيل الماجستير: حماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية PDF
مقدمة :
عرفت البشرية منذ القدم ظاهرة النزاعات المسلحة، فكان أثرها مدمرا للإنسانية نظرا لجسامة الانتهاكات المرتكبة في حقها.
ومع تطور البشرية وتطور وسائل الحرب، تعاظمت الخسائر الناجمة عن هذه النزاعات المسلحة وخاصة غير الدولية منها، وأصبحنا نحصى القتلى والجرحى والمشردين واللاجئين بالملايين، ناهيك عن الدمار الذي يمس المباني والهياكل القاعدية والبيئة الطيعية، فأصبحت النزاعات المسلحة تهدد البشرية في وجودها.
من جميع الفئات، فهي لا تميز بين المدنيين والعسكريين، وبين الرجال إن ضحايا هذه النزاعات المسلحة والنساء، إلا أن نتائج هذه النزاعات تكون وخيمة خاصة على الأطفال نظرا لضعفهم البنيوي والاجتماعي، فالمتتبع لما يجري أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية يلاحظ ما يتعرض له الأطفال خلاها من قتل وتعذيب، وإبعاد وتهجير، وحرمان من أبسط الحقوق الضرورية كالحق في التعليم والصحة والغذاء والمأوى، و لمختلف أنواع الاستغلال الجنسي.
والأخطر من كل هذا هو استعمال الأطفال في النزاعات المسلحة غير الدولية كجنود، سواء بإرادتهم أو بإغرائهم أو تحنيدهم بالقوة، وهذا ما يجعلهم عرضة للانتهاكات الجسيمة لحقوقهم ولمبادئ القانون الدولي الإنساني.
ثم إن استهداف المدنيين بصفة عامة أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية وحرمانهم من حقوقهم يؤتر على الأطفال بصفة خاصة نظرا لهشاشتهم وعدم تمييزهم وقدرتهم على حماية أنفسهم.
فضرورة حماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية هو تحد يواجه المجتمع الدولي، لأن الأطفال هم بناة المستقبل، واستهدافهم يهدد البشرية في وجودها.
إشكالية البحث:
ما هي آليات تنفيذ هذه الحماية على المستوى الداخلي والدولي ؟
أهمية الموضوع:
إن هذا الموضوع له أهمية كبيرة، وهذا للأسباب التالية:
أن حماية الأطفال تعد من صميم المسائل الإنسانية، واستهدافهم يهدد السلم والأمن الدوليين.
أن الأطفال يتعرضون أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية إلى أبشع أنواع العنف، ويحرمون من أبسط حقوقهم، ويهجرون أو يستعملون كجنود.
أن النزاعات المسلحة غير الدولية قد ازدادت حدتها في الوقت الراهن، وهذا ما يؤثر على المدنيين بصفة عامة وعلى الأطفال بصفة خاصة.
أن فئة الأطفال تعتبر فئة هشة لا تستطيع الدفاع عن نفسها بنفسها.
أن فئة الأطفال ترتكب جرائم خطيرة أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية، إذ تستغل من طرف قادة الجماعات المسلحة للقيام بتنفيذ الجرائم بدل البالغين للإفلات من العقاب.
أن هذا الموضوع لم يحظ بالدراسة بصفة مستقلة عن المدنيين بصفة عامة.
أسباب اختيار الموضوع:
لقد دفعتني العديد من الأسباب الموضوعية والذاتية لاختيار هذا الموضوع،
وتتمثل هذه الأسباب في ما يلي:
غياب -على حد علمي- الدراسات الأكاديمية التي تعالج موضوع حماية الأطفال أثناء النزاعات
المسلحة غير الدولية.
المساهمة في إثراء مسألة حماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية وتقدم اقتراحات
تساهم في إضفاء المزيد من الحماية للأطفال داخليا وخارجيا.
منهج البحث:
تماشيا مع طبيعة الموضوع ولتحقيق الأهداف المرجوة من هذا البحث، سنعتمد في بحثنا هذا على المناهج التالية: المنهج الاستقرائى: وذلك بالتنقيب في النصوص القانونية، وجمع المادة العلمية من مختلف المصادر والمراجع في بمجال موضوع البحث.
المنهج التحليلى: وذلك بدراسة النصوص والمادة العلمية دراسة علمية معمقة، من أجل استنباط الأحكام الواردة في المواد وفهمها. المنهج الوصفي: لوصف وضع الأطفال أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية.
المنهج التاريخي: حيث يمكننا من التنقيب في التراث التاريخي للحضارات السابقة، ومختلف الحقب التاريخية إلى غاية يومنا هذا، من أجل الوصول إلى رؤية واضحة للتطور التاريخي لحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية، ومن م معرفة المدى الذي وصلت إليه هذه الحماية إلى غاية يومنا هذا.
الدراسات السابقة: لقد حاولت قدر المستطاع التأكد من أن هذا الموضوع لم يتم تناوله بدراسات أكاديمية سابقة، وذلك بالبحث فى المكتبات الجامعية وكذلك الد نات وره وحتى معارض الكتب على غرر معرض الجزائر الدولي للكتاب، ومواقع الانترنيت، فلم أجد بحثا أكاديميا تناول هذه المسألة بالدراسة.
ولكن يجب الإشارة إلى أنني وجدت بعض الجزئيات التي تشير إلى الموضوع في مراجع مختلفة، لكن هذه الجزئيات أو الدراسات تتناول الموضوع بصفة عامة، دون أن تولي اهتماما كافيا بحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية.
خطة البحث: لقد تناولت موضوع حماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية وفق الخطة التالية:
في المبحث التمهيدي تناولت مفهومى الأطفال والنزاعات المسلحة غير الدولية.
في الفصل الأول تناولت أوجه الحماية المقررة للأطفال أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية.
في الفصل الثاني تناولت آليات حماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية.
وانهيت البحث بخاتمة.
تعليقات
إرسال تعليق