مذكرة الماجستير بعنوان: حماية الأطفال من العنف في القانون الدولي لحقوق الإنسان PDF
مقدمة:
تعد ظاهرة العنف ضد الأطفال من الظواهر التي استقطبت اهتماما عالميا واسعا، فهي مشكلة قديمة حديثة تطورت بتطور المجتمعات، حيث يتخذ العنف ضد الأطفال مجموعة من الأشكال ويمارس في عدة أوساط كانت من المفروض أن تشكل بيئة آمنة لهم.
وتؤكد الدراسات والتقارير الدولية أن العنف الممارس ضد الأطفال في تزايد مستمر خاصة مع انتشار الحروب والصراعات وإشراك الأطفال فيها بالإضافة إلى تفشي ظاهرة الاستغلال الجنسي التجاري للأطفال واستخدامهم في العروض الإباحية لاسيما مع التطور التكنولوجي الذي سهل عملية استغلالهم في المواد الخليعة والإباحية بالإضافة إلى انتشار مختلف أشكال العنف الجسدي أو النفسي ضدهم.
ولقد أدى كل هذا بالمجتمع الدولي إلى بذل جهود كبيرة من أجل توفير الحماية والضمانات اللازمة لحماية الأطفال من العنف سواء في زمن السلم أو زمن النزاعات المسلحة، ويعود الاهتمام الدولي بحماية حقوق الطفل إلى عام 1924 عندما صدر إعلان جنيف عن الاتحاد الدولي لحماية حقوق الطفل وتعزز بإعلان حقوق الطفل الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1959 ليؤكدها بعد ذلك العهدين الدوليين لحقوق الإنسان عام 1966 ومخنلف الاتفاقيات الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة وبعض الوكالات الدولية المتخصصة وكذا المنظمات الإقليمية.
وفي سنة 1989 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل التي تعتبر وثيقة فريدة من حيث شمولها لمعايير حقوق الطفل، خاصة حقهم في التحرر من العنف والتي ألحقت بثلاث بروتوكولات، يتعلق الأول والثاني منها بحماية الأطفال من الاستغلال الجنسي وحمايتهم من المشاركة في النزاعات المسلحة واللذين تم اعتمادها سنة 2000 . أما البروتوكول الثالث فيتعلق بإجراء تقديم البلاغات لسنة 2012 والذي دخل حيز النفاذ سنة 2014.
ولم تقف جهود المجتمع الدولي حد التنصيص، بل سعت إلى إيجاد اليات كفيلة لضمان تطبيق التزامات الدول والتي تعهدت بها سواء على المستوى العالمي وذلك من خلال هيئة الأمم المتحدة و اللجان التعاهدية وكذا بعض الوكالات المتخصصة، أما على المستوى الإقليمي فقد أوجدت الدول آليات لحماية حقوق الإنسان متميزة عن الاليات العالمية.
أولا - أهمية الموضوع:
إلا أن موضوع العنف ضد الأطفال لم يحظ بالقدر الكافي من اهتمام الباحثين خاصة في مجال حقوق الإنسان، فجل الدراسات التي تناولت موضوع العنف ضد الأطفال لم تتعدى حدود مجال علم النفس أو علم الاجتماع، أما الدراسات القانونية فقد تناولت هذا الموضوع بشمولية دون التطرق إلى جزئياته، الأمر الذي دفعنا إلى الخوض فيه من أجل دراسة وتحليل النصوص القانونية المتعلقة بحماية الأطفال من العنف في ظل قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والاليات الموجودة من أجل توفير الحماية اللازمة للأطفال من العنف.
ثانيا- أسباب اختيار الموضوع:
1- بالنسبة للأسباب الموضوعية:
هناك أسباب علمية وأخرى عملية دفعتنا لاختيار هذا الموضوع:
بالنسبة للأسباب العلمية: فتكمن في المساهمة في توضيح مفهوم العنف وتحليل مدى كفاية القواعد الموجودة لحماية الطفل من العنف، وكذا طموحنا لإثراء مسار البحث العلمي بمرجع.
أما بالنسبة للأسباب العملية: فتكمن في إعطاء حلول للحد من ظاهرة العنف ضد الأطفال من خلال الوصول إلى توصيات تدعم القواعد و الاليات الموجودة لحماية الأطفال.
- أما بالنسبة للأسباب الذاتية:
فإنه خلال دراستي النظرية شدني ولفت انتباهي موضوع حماية الأطفال من العنف وهذا ما دفعني في موضوع حماية الأطفال بصفة عامة إلى تناوله بالدراسة والتحليل لما ينطوي عليه من إشكاليات، كما أن من المواضيع التي يستهويني البحث فيها.
ثالثا- أهداف البحث:
رابعا الدراسات السابقة:
من أهم الدراسات التي تناولت مواضيع ذات العلاقة بموضوع دراستنا والتي استطعنا الوصول إليها ما بلي:
حق الطفل في الحماية من الاستغلال والعنف بكل أشكاله، من إعداد الطالبة: ضاوية كيرواني مذكرة ماجستير في القانون الدولي لحقوق الإنسان، جامعة تيزي وزو، سنة 2005، حيث تطرقت الباحثة في الفصل التمهيدي إلى تحديد مفهوم الطفولة ومراحلها، ودوافع الاهتمام برعاية الأطفال، ثم إلى مضمون الاستغلال والعنف ضد الأطفال سواء في أوقات السلم أو الحرب في، ثم تطرقت إلى ضمانات حماية الأطفال من الاستغلال والعنف بكل أشكاله، في أوقات السلم أو الحرب، حيث تطرقت في الفصل الأول إلى ضمانات الحماية الدولية من خلال ما تضمنته المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وكذا قواعد القانون الدولي الإنساني وما لعبته بعض الوكالات الدولية المتخصصة، أما في الفصل الثاني فقد تطرقت الباحثة إلى ضمانات الحماية الداخلية من خلال تشريعات العمل، وكذا القوانين الجنائية، واختتمتها بجملة من الاسننتاجات والاقتراحات، إلا أن الباحثة لم تعطي تعريف محدد وواضح للعنف، أو للعنف ضد الأطفال واكتفت بتعريف استغلال الأطفال وبعض أشكال العنف.
ب - حماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة الدولية من إعداد الطالب:
عليوة سليم وهي رسالة ماجستير قانون دولي بكلية الحقوق، جامعة الحاج لخضر باتنة، سنة 2010، حيث تطرق فيها الباحث إلى تحديد مفهوم الأطفال وكذا التطور التاريخي للحماية المقررة لهم في مختلف الحضارات، كما تطرق إلى عرض القواعد القانونية والاليات الدولية والداخلية المتعلقة بحماية الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة سواء بموجب القانون الدولي الإنساني أو بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الجنائي والقانون الدولي للعمل، إلا أن الباحث لم يتطرق إلى مفهوم وأشكال العنف الممارس ضد الأطفال كما أن الدراسة اقتصرت على زمن النزاعات المسلحة.
ج- الحماية الدولية لحقوق الطفل من إعداد الطالبة:
فاتن صبري سيد الليثي، وهي مذكرة ماجستير فرع قانون دولي إنساني، جامعة الحاج لخضر بباتنة، سنة 2008، وقد تطرقت الباحثة فى دراستها إلى نشأة وتطور ومصادر حقوق الطفل في فصل تمهيدي ثم تطرقت الباحثة إلى حماية حقوق الطفل في اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1989 من خلال نشأة الاتفاقية ودورها في الارنقاء بحقوق الطفل ومدى حمايته في نصوصها ضمن الفصل الأول، أما في الفصل الثاني فقد تطرقت إلى آليات الرقابة الدولية لاحترام حقوق الطفل من خلال دور الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وكذا دور المنظمات غير الحكومية و دور الرقابة الدولية الإقليمية ودور اللجنة المعنية بالطفل، غير أن الباحثة لم تتطرق إلى مفهوم العنف ضد الأطفال وأشكاله والحماية المقررة للطفل من العنف.
لم تتعرض هذه الدراسات إلى توضيح مفهوم العنف وهي الإشكالية التي لا تزال محل جدل سواء على المستوى الفقهي أو على مستوى هيئات رقابة معاهدات حقوق الإنسان، كما أنها لم تتعرض إلى مدى كفاية النصوص الاتفاقية المتعلقة بحماية الأطفال من العنف والاليات التي تم إيجادها لحماية الأطفال من العنف، وهي الأسباب التي دفعنني إلى طرح إشكالية موضوع هذه المذكرة للمناقشة والتحليل.
خامسا- إشكالية البحث:
سادسا- المنهج المتبع:
أما المنهج التحليلي: من اجل تحليل مضمون قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان ذات الصلة بتوفر الحماية للأطفال من العنف.
كما تم الاستعانة: بالمنهج الإحصائي، لمعرفة مدى انتشار ظاهرة العنف ضد الأطفال.
وللإجابة على الإشكالية سوف نقسم دراستنا إلى مقدمة ومبحث تمهيدي وفصلين وذلك على النحو التالي:
المبحث التمهيدي: الإطار المفاهيمي للعنف ضد الاطفال:
سنتطرق في المطلب الأول إلى مفهوم العنف ضد الاطفال من خلال تحديد مفهوم كل من العنف والطفل، أما المطلب الثاني: سوف نتطرق فيه إلى العنف كمسألة تمس بحقوق إنسان، من خلال الأسباب والاثار التي يحدثها العنف ضد الأطفال، والأشكال والبيئات التي يمارس فيها العنف ضد الأطفال.
الفصل الأول: مناهضة العنف ضد الأطفال في الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان.
تقسيمه إلى مبحثين، في المبحث الأول نتطرق فيه إلى مختلف الاتفاقيات العالمية لحماية تم الأطفال من العنف سواء في إطار الأمم المتحدة أو منظمة العمل الدولية، أما المبحث الثاني فقد خصصناه للمعايير الإقليمية لحماية الأطفال من العنف، سواء على المستوى الأوروبي أو الأمريكي، أو الإفريقي، أو العريي.
الفصل الثاني: آليات حماية الأطفال من العنف.
والذي تم تقسيمه إلى مبحثين، نتطرق في المبحث الأول إلى الآليات العالمية لحماية الأطفال من العنف سواء بموجب هيئة الأمم المتحدة من خلال أجهزتها الرئيسية أو الفرعية أو من خلال الوكالات الدولية المتخصصة، أو بعض الآليات التعاهدية، أما المبحث الثاني فقد خصصناه للاليات الاقليمية لحماية الأطفال من العنف سواء على المستوى الأوروبي أو الأمريكي، أو الإفريقي، أو العربي. وأنهينا دراستنا بخاتمة توصلنا من خلالها إلى النتائج والاقتراحات التي بدت لنا كضرورة لإدراجها من أجل المساهمة في الحد من ظاهرة العنف الموجه ضد الاطفال.
تعليقات
إرسال تعليق