رسالة بعنوان: حوكمة المياه كمقاربة لتحقيق الإستدامة في منطقة شمال إفريقيا PDF
مقدمة :
عرف مفهوم الحوكمة منذ إعادة استخدامه في بريطانيا في القرن الماضي، توسعا أفقيا وعموديا من حيث استخداماته ليصبح مفهوما متعدد المستويات ، ومع توسع صور التهديد العالمي والوطي لتشمل التغيرات البيئية العالمية وما يرافقها من تحديات يمكن أن تؤثر على إستقرار وأمن الدول، أصبحت الحوكمة نموذجا عقلانيا يعزز التعاون الدولي والمحلي لمواجهة هذه التحديات الجديدة. وتعد المياه إحدى السلع البيئية اليي ستؤثر وتتأثر بالتغيرات البيئية العالمية، إذ يعد التراجع المطرد في قدرة النظم الإيكولوجية على استيعاب الطلب البشري على المياه من أخطر التحديات الي تواجه العا لم وفي ظل تزايد آثار تغير المناخ العالمي، أدرك المجتمع الدولي ضرورة تبني هج مستدامة لإدارة هذا المورد في ظل عدم كفاءة النظم القائمة، لذلك فإن تبي الحوكمة قد أصبح خيارا عقلانيا لإدارة تلك التهديدات، وبديلا أفضل لتحسين قدرة الدول على التكيف مع المتغيرات البيئية الجديدة الي أنتجتها دورة التنمية العالمية.
1 أهمية الموضوع:
يندرج موضوع البحث ضمن دراسات مواضيع الحوكمة المتعلقة بضبط السلع البيئية ، حيث يعالج إمكانية تحقيق الإستدامة المائية بالاعتماد على إرادة الدول في وتحقيق استدامتها استبدال أليات تسييرها التقليدي والاعتماد على الآليات الي توفرها مقاربة الحوكمة في إطار مؤسساي يضمن مشاركة مختلف الفواعل في عمليات إدارة المياه، وهنا تكمن القيمة العلمية للموضوع إذ أن دراسة الحوكمة كمقاربة تضمن مشاركة فواعل غير دولاتية وطنية ودولية في بفهم دقيق للأليات اليي توفرها الحوكمة تنظيم المحالات القطاعية كالمياه، يمكنه أن يزود الباحث وطرق ارتباط الفواعل على المستوى التطبيقي في إدارة شؤون المياه.
ويكتسي الموضوع قيمته العملية في كونه يطرح بديلا سياسيا، اقتصاديا وبيئيا للتخفيف من أزمة الموارد المائية في منطقة شمال إفريقيا ، والوقاية من التزاعات الداخلية والخارجية الي يمكن أن تحدث على إثرها.
2 أسباب اختيار الموضوع:
أسباب ذاتية وأخرى موضوعية، منها:
تتفاوت أسباب اختيار الموضوع بين الأسباب الذاتية
- اهتمام الطالبة بالقضايا الجديدة اليي تطرح على الساحة الدولية، وقد أعلنت سنة 2013 سنة دولية للمياه نتيجة للأخطار الي يعكن أن تواجهها الدول نتيجة التسيير اللاعقلان للموارد المائية.
إثراء النقاش حول إدارة الموارد المائية من خلال طرح مقاربة جديدة بديلة عن المقاربات الاقتصادية والبيئية السائدة، ومن ثم فتح أفاق النقاش ليضم تخصصات متعددة تعما فيها العلوم السياسية.
الأسباب الموضوعية
ترجع الأسباب الموضوعية لاختيار الموضوع في التطور الذي عرفه موضوعي الحوكمة، والمياه حيث انتقل موضوع الحوكمة من غوذج لإدارة التنمية إلى غوذج لإدارة مختلف السلع الخدماتية، وتطوير نظم الإدارة القطاعية ، وتحسين كفاءها الاجتماعية، الاقتصادية والبيئية.
وكذا تطور موضوع المياه ليصبح وحدة للتحليل والنقاش الدولي بين مختلف المجالات السياسية، الاقتصادية والبيئية وحتى السياسية إذ أصبحت أحد محددات فعالية الحكومة قدرها على إدارة مواردها المائية.
3 إشكالية الدراسة
تعد استدامة المياه والأنظمة الإيكولوجية الأخرى أحد أهم التحديات المعاصرة الي تواجه الدول وهدد استقرارها، ومع تزايد الشك المتعلق بالمناخ وارتفاع نسبة البصمة المائية والإيكولوجية للإنسان تزداد احتمالات نضوب الموارد و تقل قدرة الأنظمة الحيوية على استيعاب الطلب المتزايد على المياه. وتعتبر منطقة شال إفريقيا من أكثر المناطق تعرضا لاحتمالات الجفاف والندرة في ظل السياسات و الممارسات المائية السائدة ، لذلك تسعى دول المنطقة إلى تكييف سياساها وتطويرها عا يتماشى والمتغيرات الجديدة وفي هذا السياق طرحت الحوكمة كمقاربة شاملة لمختلف المقاربات الي نظرت لإدارة المياه. من هنا فان البحث يعالج الإشكالية التالية:
كيف يمكن لمقاربة الحوكمة تحقيق استدامة المياه في منطقة شمال إفريقيا ؟
ويمكن أن بدرج محت هذه الإشكالية عدة تساؤلات منها:
ما هي أهم المقاربات الي نظرت لإدارة المياد ؟
ما الدور الذي ستلعبه مقاربات المياه في تطوير نظم إدارة المياه ؟
ما الذي تقدمه حوكمة المياه كبديل عن المقاربات السابقة ؟
كيف يمكن لمنطقة شمال إفريقيا تحقيق التوازن بين الإنصاف والإستدامة ؟
ماهو نموذج الحوكمة الأنسب لتحقيق الاستدامة في منطقة شمال إفريقيا ؟
4 الفرضيات:
بعد طرح الإشكالية والتساؤلات المنبثقة عنها نطرح الفرضيات التالية؛
1/كلما كانت نظم حوكمة المياه في شمال إفريقيا أكثر انفتاحا وشفافية كلما توسع سل تحقيق الاستدامة.
2/مشاركة الفواعل البيئية والمجتمعية في ترتيبات حوكمة المياه يمك من تعزيز التوازن بين الاستدامة والإنصاف.
3/ التمكين و بناء القدرات في بمجال المياه في شمال إفريقيا من شأنه أن يقوم عمليات حوكمة المياه ويحقق الاستدامة .
5 حدود الدراسة:
تتحدد الدراسة زمنيا بعد الإعلان عن مبادئ دبلن للإدارة المتكاملة للموارد المائية سنة 1992 وهيمنة الفكر الإقتصادي للبنك الدولي على أساليب إدارة المياه و الذي أثر على التوجه العالمي لإدارة المياه ، أما من حيث المكان فتم تحديد منطقة شال إفريقيا كمجال إقليمي للدراسة، أما نوعيا فالدراسة متعددة الأبعاد بالرغم من هيمنة البعد الاقتصادي على صنع القرار السياسي وانفتاح النظام الدراسات المشابهة ،فهي ذات بعد سياسي متعلق بعمليات صنع القرار السياسي ودمقرطة نظم إدارة المياه وذات بعد اجتماعي يتعلق بدور العامل الثقافي وأنماط الإستهلاك المجتمعية للمياه ، وذات بعد اقتصادي متعلق بالكفاءة في تسيير الموارد المائية، و أخيرا حيث يتناول أحد السلع البيئية (المياد) وتأثيرها على قدرة الأنساق الإيكولو.
وهده الأبعاد المختلفة تحعل الدراسة صعبة التناول ،كما أن الصعوبة تكمن في قلة المراجع المتخصصة وخاصة باللغة العربية.
6 المقاربة المنهجية :
هدف الدراسة إلى الكشف عـن مدى مساهمة حوكمة المياه كمقاربة في تحقيق الإستدامة في منطقة شمال إفريقيا، و ما إذا كان إشراك فواعل أخرى ضروريا لتغيير وضعية الجمود الي يعرفها قطاع المياه في شمال إفريقيا لذلك اعتمدنا على مقاربة منهجية ثنائية تجمع بين مدخل تحليل النظم و مدخل تحليل الشبكة.
مدخل تحليل النظم : أكد "ديفيد استون "أن النظام في التحليل السياسي عبارة عن نسق أو بجموعة من البى المعتمدة على بعضها البعض والمتفاعلة فيما بينها حيث أن مدخلات النظام متأثرة بالبيئتين الداخلية والخارجية، هذا المدحل مناسب لتحليل - أثر التغيرات البيئية وندرة الموارد على تغيير السياسات المائية في منطقة شمال إفر يقيا.
مدخل تحليل الشبكة: يشير هذا المقترب إلى وجود اكث م جماعة فاعلة في صنع السياسات العامة والمشاركة في اتخاذ القرارات السياسية، وهذه الجماعات تتغير من قضية إلى أخرى كما تتغير من وقت لآخر،أي وجود أكث من نمط اتصالي، ووجود صور مختلفة من التشابكات وأنواع متعددة من الشراكة الي تسهم في تشكيل هذه السياسات، و عادة ما تضم هذه هذه الشبكات أطرافا دولية و غير دولية هذا سيكون مناسبا في تحديد التفاعل وطريقة الاتصال بين فواعل الحوكمة لإدارة شؤون المياه.
المدخلالنيو ليبرالي: ويستخدم هذا المدخل لتجاوز فكرة الدولاتية، وبالتالي تقدم مقاربة جديدة في إطار الحوكمة لتفعيل دور الفواعل المجتمعية إلى جانب الدولة. وعليه تم من خلال هذاالمدخل مناقشة دور فواعل الحوكمة فيظل عدم قدرة الفاعل الدولاي وحده على إدارة شؤون المياه .
7 الخطة البحث
الفصل الأول: نحو مقاربة نظرية لحوكمة المياه
الفصل الثاني: الإستدامة المائية / أزمة المياه في منطقة شمال إفريقيا
افصل الثالث: حوكة المياه في منطقة شمال إفريقيا / سياسة التدرج في الحوكمة و تعدد الفواعل لتحقيق الإستدامة
---------------------------
لائحة المراجع:
- أجاروال، أميل وآخرون، الإدارة المتكاملة لموارد الماء ، ترجمة عصام محمد عبد الماجد، ليلى صالح محمود، ، السويد: الشراكة العالمية للمياه، 1699-1996.
- إسماعيل، عبد المولى. احتجاجات مياه الشرب في مصر ودور منظمات المجتمع المدن. القسم الرابع، الطبعة الأول، مصر: شبكة حقوق الأرض والسكن،20008.
- إصطفان،ريا مارينا، إدارة موارد المياه العابرة للحدود، الفصل العاشر،بيروت: البيئة العربية للمياه، 2010.
- بارودي، إليسار، و آخرون. إدارة الطلب على المياه:السياسات والدروس المستقاة من الشرق الأو سط وشال إفريقيا. الطبعة الأولى. لبنان: الدار العبية للعلوم، 2006.
- براشيهو، كريستوف، و أخرون . ترجمة شهرة قصيعة. كتيب الإدارة المتكاملة للموارد المائية في أحواض الأنهار والبحيرات وطبقات المياه الجوفية العابرة للحدود. المكتب الدولي للمياه. الشبكة الدولية لمنظمات الأحواض، مارس 2012.
- بوروز، عبد الحق و آخرون، إدارة مرافق المياه في العالم العري. الجمعية العربية لمرافق المياه، 2013.
- خدام،منذر. الأمن المائي العري الواقع والتحديات. الطبعة الأولى، بيروت مركز دراسات الوحدة العر بية،2001.
- زيتون، مارك. وآخرون. إدارة الطلب على المياه والعلاقة بين المياه الغذاء والمناخ في منطقة الشرق الأوسط وشال إفريقيا. جامعة إيست أنحلينا، كندا، مركز أبحاث الأمن المائي، ماي 2010.
تعليقات
إرسال تعليق